أوكرانيا تؤكد استعدادها لصد اجتياح محتمل وتتوعد الروس: أهلا بكم في الجحيم


­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ 

أكدت أوكرانيا أنها مستعدة لصد اجتياح روسي محتمل لأراضيها وتوعدت القوات الروسية بالجحيم، في حين حذر الرئيس الأميركي جو بايدن مجددا نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن روسيا ستدفع ثمنا باهظا إذا هاجمت جارتها الغربية.

وفي وقت متأخر من مساء السبت، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن جيش بلاده مستعد لصد العدو في أي لحظة على عكس ما حدث في 2014، في إشارة إلى احتلال روسيا جزيرة القرم الأوكرانية.

وأضاف شميهال أن على الشعب الأوكراني أن يثق في دولته وجيشه وعدم الذعر والخوف، مؤكدا أن أوكرانيا متحدة مع شركائها في مواجهة التصعيد الروسي.

وبالتزامن، قال رئيس الأركان الأوكراني فاليري زالوجني في بيان مشترك مع وزير الدفاع أولكسي ريزنيكوف مخاطبا القوات الروسية “أهلا بكم إلى الجحيم”، على حد تعبيره.

وجاء في البيان المشترك الذي نشرته وزارة الدفاع الأوكرانية أن 420 ألف جندي أوكراني، بمن فيهم القادة العسكريون، مستعدون للموت، وأنه تم تعزيز الدفاع عن العاصمة كييف، كما أكد البيان أن القوات المسلحة الأوكرانية أصبحت مختلفة عما كانت عليه عام 2014، وعلى كامل الاستعداد لصد أي عدوان، وجاهزة لكافة السيناريوهات.

وأشار البيان إلى أن أوكرانيا تتمتع اليوم بدعم غير مسبوق من الشركاء الدوليين، ووصف هذا الدعم بأنه الأكبر منذ الاستقلال، خصوصا في مجال الأسلحة الدفاعية.

وكشفت وزارة الدفاع الأوكرانية أن كييف استلمت حتى الآن ألفي طن من الأسلحة الحديثة والذخيرة والدروع الواقية من الرصاص من مختلف البلدان.

وعلى الميدان، تواصل أوكرانيا الاستعدادات لسيناريو حرب محتملة عبر تدريبات بدأت السبت في منطقة خيرسون شمال شبه جزيرة القرم، في حين صدّق مجلس بلدية العاصمة كييف على خطة لإجلاء السكان، وذلك بمشاركة أكثر من 13 ألف فرد من الدفاع المدني.

وتأتي التصريحات الأوكرانية في ضوء تقديرات أميركية بأن القوات الروسية قد تجتاح أوكرانيا قبل انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في 20 فبراير/شباط الجاري.

وتؤكد واشنطن وحلفاؤها أن روسيا نشرت نحو 130 ألف جندي حول أوكرانيا وفي بيلاروسيا استعدادا لمهاجمة جارتها الغربية، وهو ما نفته موسكو مرارا.

ووسط الحديث عن بروز مؤشرات ملموسة على هجوم روسي محتمل، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين السبت خلال اتصال هاتفي بينهما من أن واشنطن وحلفاءها سيكبدون روسيا بشكل فوري كلفة باهظة إذا غزت أوكرانيا، وأن غزو روسيا لأوكرانيا سيسفر عن معاناة إنسانية واسعة ويقلل من مكانة روسيا.

وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن بحث مع بوتين خلال الاتصال الذي استمر ساعة مستجدات الوضع في أوكرانيا، في خطوة لنزع فتيل التوتر بشأن الملف الأوكراني.

من جهته، قال الكرملين إن بوتين اتفق مع بايدن على مواصلة الحوار، وأضاف أن الحوار بين الرئيسين كان متوازنا وعمليا، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي استنكر خلال الاتصال مع بايدن ما وصفها بالمعلومات المزيفة حول الغزو الروسي المزعوم لأوكرانيا.

وتابع الكرملين أن بوتين أبلغ بايدن أن الغرب لا يمارس ضغطا كافيا على أوكرانيا لتنفيذ اتفاقيات مينسك بشأن النزاع في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، وأكد أن موسكو ستعلن قريبا عن خطواتها إزاء رد واشنطن وحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) على مقترحاتها للضمانات الأمنية.

وبالتزامن، نقلت صحيفة التايمز (The Times) عن وزير الدفاع البريطاني بن والاس قوله إنه يخشى أن تتجاوز نوايا الرئيس الروسي أوكرانيا.

وفي إطارحراك دبلوماسي واسع لنزع فتيل صراع محتمل، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء السبت اتصالات هاتفية بشأن أزمة أوكرانيا مع نظيريه الأميركي والأوكراني، جو بايدن وفلوديمير زيلينسكي، ومع المستشار الألماني أولف شولتز.

وكانت الرئاسة الفرنسية قالت إن الرئيس إيمانويل ماكرون بحث مع نظيره الروسي -في اتصال هاتفي- تطورات الملف الأوكراني، ونقل له مخاوف حلفاء فرنسا وشركائها الأوروبيين، وأكد له أن الحوار الصريح لا يتلاءم مع التصعيد.

وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن الرئيس الروسي نفى للرئيس ماكرون وجود نية لديه للقيام بعمل عسكري، مضيفا أن ماكرون أبلغ بوتين رسالة مفادها العزم على الرد بعقوبات شديدة إذا قرر اتخاذ عمل عسكري.

من جهته، أفاد الكرملين بأن الرئيس بوتين بحث مع نظيره البيلاروسي رد فعل حلف الناتو وواشنطن على مقترح الضمانات الأمنية.

وفي تطور متصل، قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف تحدث بشأن الأزمة مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، وشدد له على أن الحملة الدعائية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشأن ما سماه “العدوان الروسي” على أوكرانيا لها أهداف استفزازية.

أما الخارجية الأميركية، فذكرت أن بلينكن أكد مجددا أنه إذا اتبعت موسكو طريق العدوان واجتاحت المزيد من أوكرانيا، فسيؤدي ذلك إلى رد حازم وواسع النطاق وموحد.

وفي السياق أيضا، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن، وأوضحت الوزارة أن شويغو وأوستن بحثا قضايا الأمن ذات الاهتمام المشترك.

وقد ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من جانبها أن المحادثات شملت الانتشار العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم وقرب الحدود الأوكرانية.

وفي تطور لافت، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإعادة تموضع مؤقت لقوات الحرس الوطني الموجودة في أوكرانيا، بأن تتحرك خارج حدودها.

وفي ظل الحديث عن حرب محتملة، أمرت الخارجية الأميركية معظم الموظفين الأميركيين الأساسيين في سفارتها بكييف بالمغادرة، كما دعت لعدم السفر إلى أوكرانيا وجزيرة القرم ودونيتسك بسبب التهديدات الروسية المتزايدة.

وذكرت الخارجية الأميركية أنها ستعلق الخدمات القنصلية في سفارتها اعتبارا من 13 فبراير/شباط الجاري.

وأكدت الإدارة الأميركية أنها لن تكون قادرة على إجلاء المواطنين الأميركيين في حال حدوث عمل عسكري روسي في أي مكان في أوكرانيا، مشيرة إلى أن العمل العسكري قد يبدأ في أي وقت ومن دون سابق إنذار.

وفي ظل التطورات على الأرض، قالت الخارجية الروسية إن سفارتها وقنصليتها في أوكرانيا تواصلان عملهما كالمعتاد، لكنها أوضحت أنها قررت إدخال تعديلات على عمل موظفيها، تحسبا لأي أعمال استفزازية من أوكرانيا أو دولة ثالثة.

أما وكالة “سبوتنيك”، فقالت -في وقت سابق- إن موظفي السفارة والقنصلية الروسيتين في كييف بدأوا مغادرة أوكرانيا.

وكانت الكويت وفنلندا وبريطانيا والنرويج والدانمارك ولاتفيا وأستراليا ونيوزيلندا قد طلبت من مواطنيها مغادرة أوكرانيا في أسرع وقت، كما دعا الاتحاد الأوروبي موظفيه غير الأساسيين لمغادرة أوكرانيا.

وقد نقلت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي سيعززان وجودهما عسكريا شرقي أوروبا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي في الناتو أن الحلف يدرس نشر وحدات قتالية في رومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا والمجر إذا وافقت حكوماتها.

وذكر المصدر أنه من المرجح أن يوسع الحلف التدريبات وجمع المعلومات الاستخبارية، فضلا عن دوريات المراقبة الجوية وأسطوله في البحر الأسود وبحر البلطيق.

في الأثناء، نفى متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) السبت صحة الاتهامات الروسية بشأن دخول غواصة أميركية المياه الإقليمية الروسية بالقرب من جزر كوريل.

وقال المتحدث للجزيرة إن الجيش الأميركي يحلق ويبحر ويعمل في المياه الدولية بشكل آمن.

وكانت وزارة الدفاع الروسية استدعت الملحق العسكري الأميركي لدى السفارة الأميركية في موسكو على خلفية ما قالت إنه انتهاك قامت به الغواصة الأميركية، وذكرت أنها سلمته مذكرة احتجاج بهذا الشأن.